عدالة القضية الجنوبية لا تبرر لأصحابها استخدام اساليب غير عقلانية
20 يونيو، 2016
374 5 دقائق
يمنات
حسين الوادعي
رأي الشخصي من القضية الجنوبية أعلنته اكثر من مره. سأكون مع ما سيجمع عليه المواطنون هناك سواء كان ضمن فيدرالية او كونفدرالية او حتى دولة مستقلة.
لكن عدالة القضية لا تبرر لأصحابها استخدام أساليب غير عادلة او غير عقلانية. – اذا اردت استعادة قرارك او إستعادة دولتك ليس من الضروري ان تنكر هويتك اليمنية وتبتدع هوية غامضة لا وجود لها في التاريخ ولا يعترف بها العالم.
تستطيع ان تظل يمنيا وان تطالب بعودة دولتك المستقلة اذا شئت. عندما انفصل جنوب السودان ظل على نفس هويته “السودان” ولم يحاول ان ينكر سودانيته كمبرر للانفصال.
– تستطيع ان تدافع عن القضية الجنوبية دون ان يعني هذا أن ترفض القوانين والدستور وحقوق الإنسان والتعددية. الإعتقاد ان شرعية القضية تتيح لها رمي القوانين وحقوق الإنسان في سلة المهملات خطأ كبير أول من سيعاني منه هم الجنوبيون أنفسهم لأنهم سيؤسسون دون ان يدركوا لحكم فاشي شمولي لا يختلف في شيء عن حكم الحوثيين في الشمال.
– تستطيع الدفاع القضية الجنوبية دون أن تحولها من قضية سياسة الى قضية هوية. تحويلها الى قضية هوية أوقعك دون ان تدري في خطاب لاعقلاني ومناطقي وعنصري.
عقلنة القضية الجنوبية تعني إعادة طرحها بلغة السياسة لا بلغة التاريخ والهوية.
– و أهم من كل هذا ان القضية الجنوبية يجب أن تبنى على المستقبل لا على الماضي. هي قضية “بناء دولة” وليس “استعادة دولة”. الدولة التي تدعي انك تريد استعادتها كانت دولة شمولية، فقيرة، معزولة، بدون نهضة او تنمية او اقتصاد غير اقتصاد المساعدات والاعانات.
إذا لم تحدد من الآن شكل الدولة التي تريدها ونظامها السياسي ودستورها فإنك تضع عنقك تحت مشنقة الشمولية التي كنت تؤيدها وتروج لها تحت شعار أولوية القضية.
هذه اربع نقاط أختلف فيها مع الخطاب الشعبي السائد للقضية الجنوبية وانقدها على هذا الأساس.